“ويكونُ كما أنَّكُمْ كنتُم لَعنَةً بَينَ الأُمَمِ يا بَيتَ يَهوذا ويا بَيتَ إسرائيلَ، كذلكَ أُخَلِّصُكُمْ فتكونونَ بَرَكَةً فلا تخافوا. لتَتَشَدَّدْ أيديكُمْ.”
زَكَريّا .١٣:٨
**وعد الرب بالبَرَكة**.
يا لها من كلمة عظيمة لا نحتمل حياتنا بدونها. لذلك بعد إنفصال أبينا آدم عن الله ، بدأ يفهم ما معني الخوف و العُري و اللعنة. ( غابت البَركة ).
يقول القديس بولس الرسول الفيلسوف و الحكيم عن تجَسُّد اللوغوس : "متى أُدخل البكر الى العالم يقول ولتسجُد له كل ملائِكة الله" (عب٦:١) فكيف إذن دخل الى العالم ؟ لأنه مُنفصل عن العالم ، ليس من جهة المكان بقدر ما هو من جهة الطبيعة . فإنه يختلف عن سكان العالم في الطبيعة ، ولكن دخل الى العالم بأن صار إنسانًا ، وبذلك صار جزءًا من العالم بالتجسد . ورغم أنه هو الإبن الوحيد من جهة ألوهيته ، إلا أنه لكونه صار أخًا لنا ، فقد اصبح له اسم "البِكر" ، ولكي يصير هو الباكورة لتبنِّي البشرية ، فإنه يمكنه ان يجعلنا أيضًا أبناء الله.*
*القديس كيرلس السكندري*
بالتجسد أصبح لنا رجاء بعودة البَرَكة.
و عادت لنا رسائل مِن السماء تحمِل معها بشارة الفَرَح و الإطمئنان. ( لا تخاف يا زكريا لأن طِلبَتَكَ قد سُمِعَت ... لوقا ١٣:١. ). ( لا تخافي يا مريم لأنَكِ قد وجَدتِ نِعمة عِند الله. لوقا ٣٠:١. )
فكما دعا إسحاق يعقوب و بارَكَهُ :
( و الله القَدير يبارَكَك يَجعَلَك مُثمِراً... تكوين ٣:٢٨. )
بتجَسُّده قادر أن يَمنح البركة لكُل مَن يؤمن بِهِ و يعيش كما عاشت القديسة مريم حياة التسليم و الثِقة في وعود و محَبة الله ( لأنَّهُ ليس شيئ غير مُمكِن لدي الله. لوقا ٣٧:١. )
أحبائي الغاليين، الأباء الكهنة و الشمامِسة و الخُدام و الشَعب ، ألذين أعيش معكُم و لَكُم.،
بمُناسبة عيد الميلاد المَجيد، أُصَّلي و أسأل إلهُنا مَصدَر كُل نِعمَة و بَرَكة أن يُبارِكُكُم و يُنَمّيكُم و يُثمِركُم في كُل عَمَلٍ صالِح.
لكُم محَبّتي و صلواتي.
سارافيم.
خادم إيبارشية أوهايو و ميتشيجان و إنديانا.